هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولإعادة توجيه ...

 

 فى بطن الحوت ( قصه روعه )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
الـمشــ مدير الـعـام

الـمشــ مدير الـعـام
Admin


عدد المساهمات : 232

فى بطن الحوت ( قصه روعه ) Empty
مُساهمةموضوع: فى بطن الحوت ( قصه روعه )   فى بطن الحوت ( قصه روعه ) Emptyالسبت يونيو 19, 2010 12:40 am

كان
الجو رائعاً ، وقد غرّدتْ العصافيرُ على شرفة
المنزل ، فكل شيئٍ اليوم

يوحى بالجمال ، فاليوم هو الاثنين الثانى عشرَ
من أكتوبر 1992 ، وهو عيد

ميلاد زوجتى
الأسبانية
، وكم ستفرحُ طفلتى هايدى كثيراً لهذا الاحتفال ؛

ولرؤية جدتها والتى تدللها
كثيراً ، وتُحضر لها ألعاب الأطفال التى تحبها

....



وما إنْ أذن لصلاة العصر حتى
حضرتْ الحاجة أم أكمل
لاهثةً ؛ لصعودها الطابق السابع ؛ نظراً

لتعطُّل المصعد ، ثم راحتْ
تصلى فرض الله ، وأخذ

أكمل يداعبُ طفلته ،
ومازالتْ زوجتُه مشغولةً بإعداد الحلوى ،

للاحتفال بيوم ميلادها ....



كم هى
حُلوة هذه الدنيا !...كم نلاقى فيها مانتمناه!...
رغم مظاهر الفرح إلا أنَّ
قلب أكمل كان يحدوه

القلقُ ، ولايعرفُ
سبباً لذلك ...

وفجأةً
بدأ الاهتزازُ
... فى زلزالٍ ... لم تشهدْ له

القاهرةُ
شبيهاً له من قبل ، وأخذ صوتُ انشقاق الحوائط يعلو ويزدادُ ،

وارتفع
نواحُ النساء من كل حدبٍ وصوبٍ ، والكل عاجزٌ عن فهم مايحدثُ ...





واختلفتْ الآراءُ :
-
فالبعض جرى مذعوراً زاعماً بأنه يوم القيامة ، وأخذ
يذكرُ الله مستغيثاً

...
- والبعض
الآخر يقولُ بأنها إسرائيل وقد خرقتْ معاهدتها فى

السلام معنا ، وغدرتْ
بنا ؛ لأن الصهاينة ليس لهم أمانٌ ...




والكل
يجرى ...الكل يهرعُ ...الكل مذعورٌ...
والكل
يتذكرُ الله الذى نسيه ...
- فهذه أمٌ هرعتْ تاركةً
رضيعها على فراشه ؛ لتنجو

بعمرها ، ولكنَّ درج المنزل انهار بها ؛
لتموتَ هى ، فى حينٍ ينجو رضيعُها

!...
- وهذا صبىٌّ
وقد حمل
جدته العجوز على كتفه ، وانطلق بها للشارع قبل انهيار المنزل ...

وهذه
زوجةٌ جديدةٌ وقد
هرعتْ للشارع مفزوعةً ،

ولم تنتبه بأنها بملابسها الداخلية ....



أما أكمل فلقد احتضن زوجته
وطفلته ، فى حين أصرتْ أمه أن تظل على سجادة
الصلاة ، وأكملتْ صلاتها ،

ولكنَّ منزلهم الجديد والذى لم يبنيه مهندسو
العصر الحديث بضميرٍ قد هوى

وانهار فى غمضة عينٍ ، فى حين وقفتْ الأهرامُ التى
بنيتْ منذ آلاف السنين شامخة
لاتهتزُّ أبداً لعوارض الزمن ! ....




راح أكمل فى إغماءةٍ قليلةٍ ،
ثم استيقظ ؛ ليجد نفسه

تحت الأنقاض ، وأخذ يتنفسُ بصعوبةٍ وسط الركام ،
وبدأ يتحسسُ حوله ، فوجد

بجواره زوجته وطفلته يئنان فى جراحهما ،
وأخذوا يصرخون ... يستنجدون ...

يستغيثون ... ينادون ، ولايسمعُ أحدٌ
ندائهم... ومرَّتْ الساعاتُ متثاقلةً

... بطيئةً بطءَ السحاب ، واشتدَّ
الإجهادُ ، وبدأتْ طفلته هايدى تعانى من

الظمأ الشديد ، وأكمل حائرٌ وعاجزٌ عن تخفيف
آلامها ، فاضطر أن
يتبولَ على ملابسه الداخلية العُليا ؛ ليعطيها لطفلته ؛

حتى ينقذها من
الموت ظمأً ، لكن طفلته تقززتْ رافضةً ، وظلتْ على عطشها

الشديد ،
ومازالتْ ترددُ : إنى ظمآنةٌ يا أبى

ولم
تسعفه دموعه التى جفَّتْ حتى تهاوتْ طفلتُه بين
يديه ، وصعدتْ روحُها إلى

السماء ؛ لترتاح من آلامٍ عجز الأقوياءُ عن
تحملها ، فصرختْ الأمُ صرخة هيستيريةً مدويةً
فى ذلك القبر القدرى ،

حيث امتلأ قلبها بالحسرة والآلام ...



وفى اليوم الثانى لم تتحملْ الأمُ
الأسبانية آلام الظمأ ، وقسوة الجوع ،
وصدمة فراق طفلتها ، فلحقتْها

إلى العالم الآخر ، ووجد أكمل نفسه وحيداً
حيَّاً فى قبرٍ ضمَّ زوجته
وطفلته ، وأمه على بُعد خطواتٍ منه ، فتذكَّر

سيدنا يونس - عليه السلام
- فى بطن الحوت ، فنادى ربه متهدجاً :

لاإله
إلا
أنتَ سبحانَكَ إنى كنتُ من الظالمين




وفى اليوم الثالث أخذ العمالُ
يرفعون أنقاض المنزل المتهدم

، فسمعوا أنين استغاثة يتهادى من الأعماق ؛
فجاءتهم الأوامرُ بالحذر فى

الحفر ؛ حتى يتبينوا حقيقة ذلك الصوت ،
وجاءتْ عدساتُ التلفزيون ؛ لتصور

ذلك الحدث ، وأكمل
لايفقد ثقته بالله ، وقد

تهيَّأتْ نفسُه للوفاة ، وظل يرددُ الشهادتين
وغفا قليلاً .....




أفاق أكمل على صوت الحفر الذى اقترب منه ، فظن أنهم
ملائكة
القبر وقد جاءوا ؛ ليحاسبوه على أعماله فى الدنيا ، فازداد رعباً ،

وعلا
صراخُه ، حتى تيقَّن عُمَّالُ الحفر من وجود شخصٍ حىٍّ تحت الأنقاض ؛

فأسرع
الجميعُ لإنهاء الحفر ، حتى أشرقتْ شمسُ الحياة على ذلك القبر المظلم

تحت
الأنقاض ، فوقف العُمَّال مذهولين أمام تلك المعجزة ، والكل يبكى

ويردد
:

الله أكبر ...
الله

أكبر
والملايينُ أمام
شاشات التلفزيون تبكى

بحاراً من الدموع ذاكرة الله - تعالى - فى لحظةٍ
من الصفاء البشرىّ...




أما أكمل فلقد تغيَّرتْ حياته تماماً بعد هذا الحادث
الرهيب
، وأصبح ملازماً للمسجد فى كل الأوقات ، وزهد الحياة بكل مافيها من

ترفٍ
وغرورٍ...

وكلما سجد فى الصلاة اغرورقتْ
عينُه
بالدموع ؛ ليبث لله شكواه وآلام وحدته ، بعدما فقد زوجته وأمه وطفلته

...



ومرَّتْ عدة أعوامٍ على ذلك
الحادث ، حتى جاء يومُ
العيد ، وامتلأتْ ساحة المسجد على آخرها ، والكل

فرحانٌ بيوم العيد ،
وبينما أكمل يسجد إذ به

يسمعُ صوت طفلته
الراحلة هايدى ترددُ :

أنا
ظمآنةٌ ياأبى
فنزفتْ
دموعُه غزيرةً ،

وتذكَّر عجزه أن يسقيها تحت الأنقاض ، ولكنَّ طفلته
ابتسمتْ قائلةً له :

إنى
ظمآنةٌ
ياأبى للقائكَ

تعالَ الآن لتكون معنا
أنا
وأمى وجدتى
وانتهتْ
الصلاةُ وأكمل

مازال ساجداً ، فذهب له
المصلون ؛ ليتبينوا حاله ، فوجدوه وقد فاضتْ روحُه

صاعدةً إلى ربها ،
فكبَّر الآلاف فرحين بموت أكمل ساجداً ، وقد تمنى الكل

لو تكون تلك
النهاية نهايته ، وتهيأوا ليصلوا عليه صلاة الجنازة ، ونظر إمام المسجد الذى يعرف أكمل ، ويعرفُ حكايته ؛

ليردد
قول الله تعالى :

(وما

تدرى نفسٌ ماذا تكسب غدا وما تدرى نفسٌ بأى أرضٍ تموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://egy4life.yoo7.com
Sh_Sh
عضو من الاًخر
عضو من الاًخر
Sh_Sh


عدد المساهمات : 160

فى بطن الحوت ( قصه روعه ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى بطن الحوت ( قصه روعه )   فى بطن الحوت ( قصه روعه ) Emptyالسبت يونيو 19, 2010 10:54 pm

مشكور اخى الكريم جزك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فى بطن الحوت ( قصه روعه )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامى :: القسم الاسلامى-
انتقل الى:  
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A5%D9%8A%D8%AC%D9%89-4-%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%81 Add to My Yahoo! منتدى إيجى 4 لايف Add to Google! منتدى إيجى 4 لايف Add to AOL! منتدى إيجى 4 لايف Add to MSN منتدى إيجى 4 لايف Add to Netvibes منتدى إيجى 4 لايف
Subscribe in Pakeflakes منتدى إيجى 4 لايف Subscribe in Bloglines منتدى إيجى 4 لايف Add to Windows Live منتدى إيجى 4 لايف iPing-it منتدى إيجى 4 لايف Add To Fwicki منتدى إيجى 4 لايف Add to Spoken to You منتدى إيجى 4 لايف
https://i.servimg.com/u/f39/15/29/39/35/all10.png